Somaliland

انتخابات أرض الصومال بين الاهتمام الدولي والغياب العربي

Somalilandمثَّلت الإنتخابات الرئاسية التى جرت فى أرض الصومال يوم 26 حزيران/يونيو2010 عشية الإحتفالات بعيد الإستقلال الخمسين تجربة من التجارب النموذجية الحية للديمقراطيات النزيهة ودرس لدول العالم الثالت التى لم تتذق الإنتخابات الحرة  منذ نشأتها،وأعطت أهمية سياسية لمستقبل هذه الدولة التى لم تحظ بالإعتراف الدولى منذ إعلان استقلالها عن جمهورية الصومال عام 1991م،

مما لفَّت الأنظار الدولية ومجارى الدوبلوماسية العالمية التى لم تكن تتوقع أن دولة كهذه ستنجح في الاختيار العسير للتجربة الديمقراطية،ولكن تستلهم كثير من دول العالم من هذه الدولة الدروس اللازمة لإجراء إنتخاباب نزيهة، وستكون نموذجا تقتدى بها الأمم المتعاطشة للديمقراطية الحقيقية.

لم تستتب الحرية السياسية فى أرض الصومال عيشة عمليات التصويت بل ترسخت فى هذا البلد منذ أن إختار النظام تعددية الأحزاب ونجاحه بإنتخابات برلمانية نزيهة تنافس فيها الأحزاب الثلاثة.وعندما توافق الجميع بتهيئة أجواء سياسية حرة ونزيهة ليكونوا مثالا للعالم،وأخذ المواطنون وأعيان أرض الصومال مسئولية حفظ الاستقرار وتطبيق اللوائح السياسية الحكومية،وكانت أنجح عملية سياسية شهدها هذا البلد الإنتخابات التى جرت يوم 26يونيو وتم إعلان نتائجها غرة يوليو وفاز بها مرشح حزب التضامن السيد أحمد محمود سيلانيو وهنأ الحزب الديمقراطى الشعبى المتحد الحاكم على لسان مرشح الحزب الرئيس السابق طاهر ريالى كاهن الذى عبر بترحيبه نتائج الإنتخابات وأوصى الرئيس الجديد بشعور المسئولية تجاه الوطن والأمة ،وكان هذا البلسم الشافى الذى أثلج صدور المواطنين.

وجدير بالذكر أن المراقبين الدوليين والمحليين وصفوا بأن عملية التصويت جرت بطريقة حرة نزيهة  وأن اللجنة الوطنية للإنتخابات أدت مسئوليتها بصورة وطنية نظيفة لا غبار عليها.

وعقب إعلان النتائج وقبول المرشحين بها تتوالت البرقيات والتهانى من المجتمع الدولى،أشاد الإتحاد الأوربى ورحبت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا وجيبوتى والحكومة الإنتقالية الصومالية ومؤسسات المجتمع الدولى والمحلى ورحب الشعب الصومالى بجميع فئاته وشرائحه وأبدى شعوره بالامتنان والبهجة حيث يرى أن هذه التجربة الناجحة تمثل صورة إيجابية للشخصية الصومالية.

ومما هو مؤسف لم تتلق أرض الصومال ترحيبا وإشادة من العالم العربى وجامعة الدول العربية ولم يشارك فى الانتخابات مراقبون من الدول العربية،ويتضح من التجاهل العربى للقضية أرض الصومال تكاسل الدبلوماسية العربية وقصر الأفق السياسى لدول العربية، نحن نعلم موقف الدول العربية تجاه الوحدة الصومالية،ولكن هناك ظروف دولية وتغيرات سياسية،نرى أن دولا كبرى اشادت وباركت عملية الإنتخابات وليس بغريب أن تحصل صومالى لاند إعتراف من هذه الدول ولا حيلة للدول العربية بعد ذلك لأنها لا تملك مثل الثقل السياسي لتلك الدول التي أبدت ترحيبها ، كنا نتمنى أن تعطى الدول العربية قدرا من الاهتمام لمنطقة استراتيجية من وطننا العربى ما دام هناك أنظار دولية متوجهة إليها.

ربما لاتدرك أن هذه الدولة تمثل عمق إستراتيجى للملاحة الدولية فى البحر الأحمر وتملك الإشراف على مضيق باب المندب الإستراتيجى وأن هذه الدولة على بوابة الجنوبية للوطن العربى وأنها السد الجنوبى للأمن القومى العربى،ولم تدرك الأطماع الدولية للإرتكاز على سواحل القرن الأفريقى وبناء قواعد على مشارف مياه بحر الأحمر، وربما يأتى يوما تتحير بها العرب لتأمين سيطرتها على البحر الأحمر.

تنشر بعض الوسائل الإعلام العربية أخبارا مزورة وتقدم معلومات غير حقيقية عن أرض الصومال وأنها تقيم علاقة مع الكيان الصهيونى، ليست من سلوكيات الشخصية الصومالية التعامل مع العدو الصهيونى وليس من السلوكيات الاجتماعية والسياسية والدينية للتنشئة المجتمع الصومالى ومواقف الأمة الصومالية عامة واضحة تجاه إسرائيل

وندرك أن الدور العربى فى المنطقة ضئيل جدا وأن قضية صومالى لاند والصومال مهملة ومهمشة فى السياسات الخارجية العربية….ألم تعلم الدول العربية أن هذه المنطقة قطر من الأقطار العربية وأن هذه الدول تمتلك كنزا هائلا من الثروات الطبيعية وأنها تقع في عمق إستراتيجى للسواحل فى بحارها ومحيطاتها…ألم يتسن بعد  للعرب أن تتجه نحو القرن الأفريقى قبل أن تتحول عقارب الساعة الى إتجاه لا يحمد عقباه فى ظل السياسة الدولية الفاقدة الوعى والإتجاه، نأمل من العالم العربى أن يلم شمل أبنائه قبل فوات الأوان ونرجو من الجامعة العربية إتخاذ سياسة إيجابية تجاه جمهورية أرض الصومال لتعيد ثقة المواطنين المنهمكين بعروبتهم المنتظرين ليل نهار ابتسامة أشقائهم العرب

هذا الشعب هو الذى فرض على الإستعمار أن ينشأ الإذاعة البريطانية لإستمالتهم عن إذاعة صوت العرب التى كانت لسان حالهم وتؤجج مشاعرهم الوطنية،هذا الشعب هو الذى أجبر الإستعمار أن يطبق اللغة العربية فى المدارس هو الذى وقف عام 1967 لدفاع فلسطين وتحرير الوطن العربى.

أشعر بالخجل والمذلة أن أرى حكومات مختلفة أفريقية وغربية ترحب وتهتم الأوضاع الراهنة فى أرض الصومال وتحولاتها السياسية وفى نفس الوقت الإهمال وغياب الدور العربى وأننى أعلم جيدا أن ترحيب عربى واحد أغلى من جميع الجهات الأخرى،هل فقدت الحكومات العربية حتى المجاملة الدبلوماسية؟

 ألم تعلم أن اى تحول سياسى طرأ على هذه المنطقة سيكون له انعكاسات على أرض الواقع مستقبلا؟ لقد ترعرع قلمى فى الأوساط العربية وحملت مسئولية تثبيت ركائز العروبة فى بلادى ورفعت صوتى عاليا مؤكدا عروبتنا ولا أريد أن يلومنى الشعب تجاه عروبتنا أرجو أن نرى إستجابة ورد فعل إيجابى يعالج القضايا المهملة ويعيد الثقة والإنتماء العربى للصوماليين…وتحية للشعب العربى الذى يدرك الحقائق ولا حول ولا قوة له…لا يهمنا الإنكسار السياسى …نحن أمة لا تعرف الإنكسار والإستسلام..ستنتهى محنة الزمان ونكبة الدهر ولا عتاب على ما ترى العين… والأمال غدا.. وغدا تشرق الشمس لتبدد ظلام اليوم وشكرا مع أمل جيد.

عبد الرحمن شيخ محمود الزيلعي

المصدر: شبكة الصومال اليوم

 

شاهد أيضاً

TuCom1907

تونس: إنطلاق المرحلة الأولى للعملية الانتخابية : أسباب موضوعية تعرقل التسجيل

انطلقت مؤخرا المرحلة الأولى للعملية الانتخابية والتي تعنى بتسجيل المواطنين ضمن القائمات الانتخابية. هذه المرحلة …