أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي الخميس في بيان أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المرفوضة من الحراك الشعبي، بلغت 20% عند الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي من ظهر اليوم (15,00 ت م).
وبدأ الجزائريون التصويت الخميس في الانتخابات الرئاسية لاختيار خلف للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي استقال تحت ضغط الشارع بعد حوالى عشرة أشهر من الاحتجاجات الشعبية الحاشدة وغير المسبوقة، فيما يتوقع أن تشهد نسبة مقاطعة واسعة.
وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية لسنة 2014 بلغت في نفس الساعة 9,15%، و50,7% في نهاية الاقتراع.
وساهمت المقاطعة الواسعة للانتخابات في منطقة القبائل في تراجع النسبة، حيث لم تتعد 0,02% في تيزي وزو و 0,12 % في بجاية، أكبر مدينتين في المنطقة التي تضم نحو 10 ملايين نسمة من أصل 42 مليون في البلاد.
أما في العاصمة مركز الحركة الاحتجاجية منذ بدايتها في 22 شباط/فبراير، فبلغت 4,77% بحسب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.
غياب استطلاعات الرأي
وبحسب وكالة الأنباء الجزائرية فإن نحو 61 ألف مكتب تصويت عبر البلاد فتحت، كما كان منتظرا عند الساعة الثامنة (7,00 ت غ )، ولم يتم نشر أي استطلاع رأي في الجزائر، إلا أن غالبية المراقبين يتوقعون امتناعًا واسعًا عن التصويت، بينما يعتبر الحراك الشعبي أن هذا الاقتراع ليس إلا وسيلة لتجديد النظام الذي يطالبون برحيله.
ولم يتراجع زخم الحراك الاحتجاجي المناهض للنظام الذي بدأ في 22 شباط/فبراير، ولا يزال معارضاً بشدة للانتخابات التي تريد السلطة بقيادة الجيش، أن تُجريها مهما كلّف الثمن، ويتنافس خلالها خمسة مرشحين، يعتبر المحتجون أنهم جميعاً من أبناء “النظام”.
ويندّد المتظاهرون بـ”مهزلة انتخابية” ويطالبون أكثر من أي وقت مضى بإسقاط “النظام”، الذي يحكم البلاد منذ استقلالها عام 1962، وبرحيل جميع الذين دعموا أو كانوا جزءاً من عهد بوتفليقة.
وضمّت المظاهرة الأسبوعية الأخيرة يوم الجمعة قبل الانتخابات حشداً هائلاً، ما أظهر مدى اتساع نطاق الرفض. وقبل 24 ساعة من موعد الانتخابات، أظهر آلاف المتظاهرين أيضاً الأربعاء في العاصمة الجزائرية تصميمهم، هاتفين بصوت واحد “لا انتخابات!”. وفرضت الشرطة طوقاً أمنياً وسط المدينة، ولم تتمكن من تفريق المتظاهرين إلا من خلال استخدام العنف.
ويُتوقع أن تقفل مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة مساء (18,00 ت غ). واستناداً إلى النتائج، ربما تُجرى دورة ثانية في الأسابيع المقبلة.
نداء للتهدئة
في غياب استطلاعات الرأي في الجزائر، من الصعب توقع عدد الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم من أصل 24 مليون ناخب، في بلد عُرف تقليدياً بتدني نسب المشاركة. إلا أن غالبية المراقبين يتوقعون امتناعًا واسعًا عن التصويت.
وأعطت مراكز الاقتراع في القنصليات الجزائرية في الخارج، حيث بدأت عملية الاقتراع السبت، لمحة إلى ما يمكن أن تشبه انتخابات الخميس، إذ إنها كانت شبه خالية فيما هتف متظاهرون أمامها محاولين التأثير في العدد القليل الذي جاء ليصوّت.
المصدر الجزيرة نت